فرعون الطاغية حقيقة معروفة في التاريخ البشري والأديان السماوية ، تجبر في الأرض وأصابه جنون العظمة وهوسها حتى ادعى الربوبية {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} ـ النازعات24
ـ الربوبية التي تعني تدبير شؤون الكون والتكفل برزق العباد وتوفير أسباب الرزق وإزالة موانعها ، فلا فقر في زمانه ولا بطالة ، كيف لا وهو يملك مصر وشعبها وثرواتها وكل مقدراتها
{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ} ـ الزخرف51
ـ قال ذلك مستخفا بهم ويبدو أنهم كانوا مجموعة ممن رباهم على الجهل ، أو ممن يتملقون له مقابل تحقيق مصالح ضيقة أو تمرير مشاريع صغيره فسايروه في ذلك وأطاعوه ، يظنون أن ذلك يعفيهم من المسؤولية ، فكانت النتيجة أنهم صاروا في حكم الله فاسقون {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ} ـ الزخرف54 ـ ، وهم ليسوا فاسقين حكما ؛ بل عملا حينما جعلوه يمرر مشروعه الأناني الكبير قياسا إلى مشاريعهم الحقيرة والتي لتحقيقها باعوا وطنهم وشعبهم وقضاياه...